كيف يتنقل البغدادي سراً في مناطق "الخلافة"؟

تاريخ النشر : 2014-08-20 22:02:08 أخر تحديث : 2024-05-16 13:58:53

كيف يتنقل البغدادي سراً في مناطق "الخلافة"؟
روافد نيوز/متابعة/

كجزء من مهامه الرسمية باعتباره "خليفة للمسلمين"، يبدو أن أبو بكر البغدادي، على الرغم من الحصار الأمني المفروض عليه يقوم سرا ومع اخذ الحذر والحيطة بتفقد أحوال "الرعية" في مناطق خلافته التي يهيمن عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".

 

تنقلات البغدادي سرّبها بعض الشهود العيان لوسائل الإعلام منها التي ذكرت أخيرا أن البغدادي زار فعلا وسرا في موكب مهيب مناطق في الأنبار كما رجحت التقارير انه انتقل إلى الرقة لأسباب أمنية وكذلك للإشراف على شؤون "خلافته" التي تتوسع كل يوم على الرغم من الحرب الدولية التي تستهدف "داعش".

 

وباعتباره رئيسا للسلطة التنفيذية لـ"تنظيم الدولة"، فقد بدا بروتوكول "الخلافة الداعشية" لا يختلف كثيرا عن بروتوكول الدول الأخرى وذلك من خلال قيام البغدادي وفق ترجيحات تقارير إعلامية واستخباراتية بزيارات رسمية وغير رسمية إلى مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ليطمئن على مناصريه ومريديه ومقاتليه وليشحذ هممهم ويؤازرهم في صراع دموي شديد يستبسل فيه عناصر "داعش".

 

وكان لا بد من دعم معنوي يقدمه البغدادي بنفسه ومباشرة لهم حتى لا يتسلل إلى أنفسهم الشعور بالريبة أو الخذلان أو الهزيمة أو حتى مجرد التفكير بزوال "الخلافة" بعد إعلان الحرب عليها دوليا.

 

كيف يتنقل البغدادي بين مناطق تشهد صراعات وقتال أرضا وجوا؟

 

وكيف يمكن له التنقل بين العراق وسوريا في ظل القصف الجوي الأمريكي والعراقي على مناطق سيطرة "الدولة الإسلامية" أو "داعش"؟ وهل بنى التنظيم أنفاقا تحت الأرض يتنقل من خلالها البغدادي سرّا بين العراق وسوريا أم أنه يتنقل متنكرا أم أنه يتنقل في مواكب ضخمة على غرار مواكب الرؤساء الحقيقيين.

 

يبدو إلى الآن أن الحرس الخاص للبغدادي القائمين على حمايته وفق آخر تقارير شهود عيان عبر وسائل الإعلام، اختاروا أن يتنقل "خليفتهم" في موكب مهيب مثل ذلك الذي شوهد أخيرا في مناطق في الأنبار، حيث أفاد الشهود أنهم لمحوا موكباً ضخماً من السيارات وصل إلى الأنبار لتأمين وصول البغدادي ليطمئن على مقاتليه هناك.

 

إلا أن التنقل في مواكب ضخمة قد يكشف بسرعة من خلال الأقمار الصناعية ومن خلال رادارات المراقبة الجوية ومن خلال كاميرات طائرات التجسس من دون طيار. كل هذه التقنيات استعملها الجيش الأمريكي لمراقبة تنقلات بن لادن وشخصيات مطلوبة أخرى منها تنقلات معمر القذافي إبان الحرب الليبية على ما رجحت بعض التقارير.

 

ويتنقل البغدادي بحسب شهود عيان، في موكب لا يقل عن ثلاثين إلى أكثر من 50 سيارة مختلفة الأحجام والأنواع وسيارات شحن لكن حمولتها من الرجال المقاتلين والانتحاريين الذين يختارون عادة على غرار القاعدة من أشد المقاتلين لمهمة حماية الزعيم، ومعظم السيارات والآليات التي ترافق موكب البغدادي حسب التقارير المنشورة أيضا كان قد استولى عليها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من مخلفات الجيش العراقي وما يغنمه من معاركه المختلفة في محافظات العراق وكذلك في سوريا.

 

إذا تم معرفة شكل الموكب فهل يعرف توقيت تنقل البغدادي؟

 

يبدو أن تنقل البغدادي يتم في سرية تامة، حيث أن القليل على ما يبدو من عناصر التنظيم يعلمون موعد تنقله وحتى الطريق الذي يسلكه، وذلك في إطار الحفاظ على الكتمان وجعل تنقل البغدادي معلومات سرّية لا يمكن البوح بها في إطار التحصن من أي محاولة اختراق بقصد التجسس أو تسريب معلومات عن موقع البغدادي أكثر شخصية إرهابية مطلوبة في العالم حسب آخر التقارير الأمريكية.

 

ويبدو أن "داعش" تتقن لعبة الاستخبارات والعمل في كنف السرية وحماية شخصياتها حيث أن الرجل الثاني في تنظيم الدولة بعد البغدادي حسب تقرير لصحيفة "التيلجراف" والذي يدعى أبو مسلم التركماني هو ضابط سابق في مخابرات جيش صدام حسين، وهذا ما قد عزز على ما يبدو أسلوب تأمين مسار تنقل القيادات "الداعشية".

 

وذكرت تقارير، أن عناصر "داعش" قد يكونون مسلحين بأحدث الأسلحة الأمريكية الصنع التي استولوا عليها من الجيش العراقي والتي قد يوظفونها في حربهم المندلعة على أكثر من جبهة كما يمكن توظيفها في تأمين حماية تنقلات البغدادي كاستخدام آليات مجهزة بقذائف مضادة للطائرات وغيرها، إلى ذلك فإن المقاتلين المرافقين لموكب البغدادي يمثلون نخبة المقاتلين على غرار نهج "القاعدة" التي كانت توفر أفضل الرجال لحماية تنقلات بن لادن، وفق ما ذكرته تقارير استخباراتية نشرت سابقا على وسائل إعلام أمريكية.

 

لكن هل يتنقل البغدادي نهارا أم ليلا؟

 

الإجابة عن هذا السؤال تبقى حيز الاحتمالات، لكن وفق دراسة تتبع القوات الأمريكية لبن لادن سابقا إلى حين قتله، فإن الزعماء على غرار بن لادن والبغدادي المطلوبين عادت ما تكون تنقلاتهم أكثر في الليل وذلك للاستفادة من العتمة وأيضا للابتعاد عن العيون، وأيضا لسهولة التخفي والتمويه، أما نهارا فيكون الوضع أصعب وتكون الخشية أكبر من أن يشي احد المارين والملاحظين لموكب البغدادي بمعلومات عن ذلك للأعداء وحينها قد يكون ذلك أكبر خطأ، إلا أن احتمال تنقل البغدادي ليلا يستند أيضا لدراسة تنقلات بن لادن المطلوب الأول سابقا للولايات المتحدة والتي رصدتها تقارير وكتب أمريكية كثيرة حول مهمة قتل بن لادن، حيث إن عملية قتله كانت ليلا ومع فجر الصباح، كما أن تنفيذ عمليات خاصة أو تنقل الشخصيات المطلوبة أمنيا سرا يكون عادة في وقت متأخر لتقلص مخاطر المراقبة والتتبع.

 

إلا أن هذا الاحتمال لتنقل البغدادي ليلا قد يضاف إليه احتمال تنقله نهارا أيضا وذلك من خلال نهج التمويه الذي اعتمده سابقا أيضا بن لادن في تنقلاته كأن يخرج في أكثر من موكب لتشتيت المراقبة وأن يكون هناك موكب وهمي قد تلاحظه الناس إما موكبه الحقيقي قد يكون في اللحظة نفسها لكن مع تدابير أمنية مختلفة لعدم إثارة انتباه الناس.

 

لكن إذا كان تنقل البغدادي في مناطق خلافته بين الموصل والرقة يكون بالاعتماد على ولاء مقاتليه له ووجود بعض الحاضنات الشعبية له، فإن الخطر الأكبر الذي قد يتهدد تنقل البغدادي يكون على طريق طوله حوالي 450 كيلومترا يفصل الموصل عن الرقة، حيث أن الوقت المطلوب لقطع هذه المسافة هو في حدود خمس ساعات ونصف الساعة وهذه المدة الطويلة قد تتطلب الكثير من الإجراءات الأمنية من قبل عناصر "داعش" لتأمين زعيمها.

 

ويبقى السؤال، هل إن هذه الطريق غير مراقبة بالرادار أو بالأقمار الصناعية الأمريكية؟ وهل أن الجيش الأمريكي يغض النظر عن موكب البغدادي أم أنه لا يمكن التقاط إي صور تجسسية لمن يعبر هذه الطريق؟ أم إن "الدولة الإسلامية" بات لديها أجهزة تشويش للرادارات والأقمار الصناعية؟

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS