حكاية يوم طوله 5 أيام.. ماذا تعرف عن عيد "الخليقة" عند الصابئة المندائيين؟

تاريخ النشر : 2024-03-14 11:36:46 أخر تحديث : 2024-05-19 10:10:28

حكاية يوم طوله 5 أيام.. ماذا تعرف عن عيد "الخليقة" عند الصابئة المندائيين؟

تحتفل طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم بكل عام بعيد الخليقة (البرونايا – الأيام الخمسة البيضاء)، أحد الأعياد الكبرى السنوية عند المندائيين، ويسلط تقرير السومرية نيوز، الضوء على تفاصيل هذا العيد.


وعيد الخليقة واحد من أربعة أعياد سنوية هي العيد الكبير "دهواربا"، ويوم التعميد الذهبي "الدهفة ديمانه"، وعيد الازدهار "الدهفة حنينا".



ما هو عيد "الخليقة" عند الصابئة المندائيين؟

"عيد الخليقة" أو "البرونايا"، واحد من أربعة أعياد للطائفة لكنه أهمها وفقا للمعتقدات الدينية الصابئية التي تنصّ على أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في هذه الأيام الخمسة، لذا يسمى أيضا بعيد "البنجة"، وبنجة تعني رقم خمسة في اللغة الصابئية القديمة، ويستمر خمسة أيام، تبدأ بإقامة الصلوات ومنح الصدقات للفقراء وتوزيع الطعام وإسعاد الناس.


Image

كما يعتبر التعميد في المياه من أهم طقوس هذا العيد، ويغمس الشخص نفسه بمياه الأنهار تحت إشراف رجل دين من الطائفة بملابس بيضاء خالصة يرتديها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء مع قراءة أجزاء من كتاب "كنزا ربا"، وهو الكتاب المقدس لدى الطائفة.



وبالعودة الى معنى هذه المناسبة، يقع عيد الخليقة في آذار وهي ذكرى الخلق وتكوين عوالم النور والأرواح الأثيرية الأولى بحسب ديانة الصابئة. وتُفتح بوابات النور وتنزل الملائكة والأرواح الطاهرة فيعم نورها الأرض لتصبح جزءا من عالم النور.


وتمثل الأيام الخمسة في المنظور المندائي يوما واحدا متصلا لا يمكن التفريق فيه بين الليل والنهار.


وهنأ رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الخميس، الصابئة المندائيين بحلول عيد الخليقة (البرونايا). 



وقال رئيس الجمهورية في تغريدة: "بحلول عيد الخليقة (البرونايا)، نتقدم بأحر التهاني والتبريكات الى أبناء شعبنا وإخوتنا في الوطن من الصابئة المندائيين".


وأضاف، "نستحضر بهذه المناسبة الطيبة الإرث الكبير لهذا المكون الأصيل الذي تمسّك بهويته الوطنية وساند إخوته في الوطن من باقي المكونات في مواجهة مختلف التحديات الى جانب الإسهام في إثراء الحضارة والتاريخ العراقي".


Image


وعلى غرار طوائف عراقية أخرى، تعرّض الصابئة المندائيون لسلسلة من العمليات الإرهابية وكذلك التضييق والاستهداف المختلف أجبرت الكثيرين في السنوات الماضية على مغادرة العراق. كما تعدّ مناطق جنوب العراق المرتكز الرئيسي للطائفة قرب الأنهار والبحيرات ومصادر المياه.



ويتكلم الصابئة المندائيون اللغة المندائية وهي إحدى اللغات السامية المشهورة في الزمن القديم وهي أقرب إلى السريانية من غيرها؛ وفي اعتقادهم أنها اللغة التي تكلم بها سيدنا آدم؛ مثلما يؤمنون بأن كتابهم المقدس "الكنزاربا" ويسمى أيضا "سيدرا آدم" يتضمن الصحف الأولى التي نزلت على آدم عليه السلام.



ويتبع المندائيون كتاب "كنزا ربا" أو الكنز الكبير، والذي يحوي صحف آدم الأولى وتعاليمه باللغة الآرامية الشرقية التي تعتبر لغة الصابئة، ويحوي الكتاب جزأين، الأول: خاص بالأمور الدنيوية من وصايا وحكم ومفاهيم، والجزء الثاني خاص بالنفس بعد وفاتها ورحلتها من الجسد الفاني إلى أصلها، وهو عالم النور.



ولم تقتصر الديانة المندائية على وادي الرافدين فقط وإنما انتقلت منه إلى فلسطين والشام ومصر؛ ويسمي المندائيون معبدهم بـ (المندي) والمعتاد أن يكون كوخا من القصب منصوباً على شاطئ نهر أو نبع ماء جار، وبابه متجه نحو الجنوب ومحرابه نحو الشمال لاعتقادهم أنه المكان الذي يحكم فيه على أعمال الناس بالصلاح أو الفساد يوم القيامة.



وتعدّ المندائية أقدم ديانة موحدة عرفتها البشرية، نشأت في أرض وادي الرافدين وتحديدا في جنوب العراق في مدينة "أور" والمناطق السهلية القريبة من الأهوار والأنهار التي ترتبط طقوس هذه الديانة بها، لما لهذه البيئة من مناخ مناسب لاستمرارية المندائية وديمومتها، إذ ترتبط طقوس حياة أفرادها بالنهر.


ويشهد عدد الصابئة في العراق انخفاضاً كبيراً، وذلك لعدة أسباب، منها تعرضهم لتهديدات أو ضغوطات، في ظل أجواء بعيدة عن حياة المدنية التي يحبذونها، حيث انخفض عدد الصابئة في البلاد الى أقل من 8 آلاف شخص، بعد أن كانوا أضعاف هذا العدد في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.



يمارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية، مثل النجارة أو صياغة الذهب، لعدة أسباب عزاها بعضهم إلى توارثها من أسلافهم القدماء المنحدرين من حضارات ومدن، وآخرون إلى مناطق تواجد المندائيين حيث المياه ومنها الأهوار، وحاجة الناس إلى أدوات حياتهم.



وأقدم المعابد المندائية في التاريخ، توجد في منطقة الطيب في محافظة ميسان، جنوبي العراق، وكانت تسمى قديماً وباللغة المندائية والتي هي جزء من اللغة الآرامية القديمة بـ"الطيب ماثا" وتعني أرض الطيب والتي اندثرت معظم مدنها وآثارها.



يختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي. /انتهى

المصدر: بغداد/ روافدنيوز

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS