كيف ساهمت عائلة عراقية بإنقاذ مدينة أمريكية من "الانقراض"؟

تطرقت صحيفة أمريكية الى حياة عائلة عراقية تمتلك متجرًا للتسوق في احدى مدن ولاية بنسلفانيا الامريكية، بصفتها واحدة من العائلات التي انقذت "مدينة إيري" من الانقراض، بسبب تراجع النمو السكاني فيها خلال السنوات الماضية، فضلا عن مساهمة العائلات الوافدة والمهاجرة بنمو اقتصاد المدينة.

وتقول صحيفة "غيوراي"، انه عندما تتسوق في شركة المدينة العالمية للأغذية الكائنة في شارع باريد، يسعد العائلة التي تديرها أن تعرض لك ما تبحث عنه، فهل لديك وصفة عالمية ولا يمكنك العثور على المكونات الصحيحة في السوبر ماركت؟ من المحتمل أنهم يمتلكونها، وقد ترغب في إضافة علبة من الحلويات التركية أو البقلاوة أثناء وجودك هناك لأنها جيدة جدًا أيضًا".



وتتحدث الصحيفة عن المتجر الواقع في مدينة إيري بولاية بنسلفانيا، وتقول انه واحد من العديد من أسواق المواد الغذائية الدولية التي ظهرت في المدينة في السنوات العشر الماضية، والعديد منها يملأ الأماكن الشاغرة في شارع باريد، وفقًا لمرتضى السعد، 19 عامًا، خريج أكاديمية شمال غرب بنسلفانيا، حيث ان السعد، الذي يدرس علم الأحياء في جامعة ولاية بنسلفانيا بيرند، هو المدير العام للمتجر الذي يملكه عمه محمد النصاري البالغ من العمر 34 عامًا. 



العائلة عراقية وقد تبع العديد من أفرادها النصاري إلى إيري من منطقة البصرة، العراق، ابتداءً من عام 2001، لكن عائلة النصاري ليست الوحيدة على الإطلاق، لقد تغير عدد سكان إيري بشكل كبير في ذلك الوقت.



وأصدر معهد البحوث الاقتصادية في إيري، ومقره في ولاية بنسلفانيا بيرند، دراسة في سبتمبر من عام 2021 وجدت ان "النمو السكاني في مقاطعة إيري توقف حوالي عام 1976، وفي السنوات الأخيرة بدأ عدد السكان في الانخفاض، وقد ساعدت هجرة المولودين في الخارج على منع انخفاض عدد سكان إيري بقدر ما كان يمكن أن يحدث، وبين عامي 2000 و 2019، كان من الممكن أن يكون فقدان سكان إيري أسوأ بنسبة 67٪ تقريبًا لو لم يأت المهاجرون إلى هنا خلال تلك الفترة". 



وقد ارتفع عدد هؤلاء المهاجرين كنسبة من سكان إيري، وجاء في الدراسة: "في إيري، دخل 4268 من المقيمين المولودين في الخارج إلى الولايات المتحدة لأول مرة في عام 2010 أو بعد ذلك، ودخل 3177 من عام 2000 إلى عام 2009، ودخل 4474 قبل عام 2000". "لقد ارتفعت نسبة المولودين في الخارج كنسبة من سكان إيري من حوالي 2.7% في عام 2000 إلى حوالي 4.4% في عام 2019".



وقال مارك أوينز، أحد مؤلفي الدراسة، إن عائلات مثل عائلة السعد تساهم في اقتصاد إيري بما يصل إلى مئات الملايين من الدولارات، نحن نقدر مجموع دخل العمل الذي يكسبه المولودون في الخارج مباشرة، وكذلك الوظائف الإضافية الناتجة عن إنفاق المولودين في الخارج دخلهم المكتسب، بما لا يقل عن 273 مليون دولار وما يصل إلى 385 مليون دولار في مقاطعة إيري".



وتخلص الدراسة إلى أن الوظائف التي يؤديها المولودون في الخارج والنشاط الاقتصادي الإضافي الذي يولدونه قد يجمع ما يصل إلى 19.63 مليون دولار من عائدات الضرائب المحلية لمقاطعة إيري".