محلل سياسي يستبعد أن يكون القصف الصاروخي على سوريا هو الاخير

تاريخ النشر : 2018-05-13 14:49:19 أخر تحديث : 2024-04-12 19:25:25

محلل سياسي يستبعد أن يكون القصف الصاروخي على سوريا هو الاخير

مقاتلة اسرائيلية

في ظل تحذير إسرائيلي على مدار الأشهر الماضية من رفض تل أبيب أي وجود عسكري إيراني في سوريا، استبعد محلل سياسي، أن يكون القصف الصاروخي الإسرائيلي هو الأخير.


وشن الجيش الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، هجومًا على خمسين موقعًا إيرانيًا في سوريا، تضم مراكز استخبارية وعسكرية ومخازن أسلحة ومراكز تقديم خدمات لوجستية.


وجاء الهجوم بعد إطلاق نحو عشرين صاروخًا من سوريا باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، قالت إسرائيل إن مضاداتها اعترضت أربعة منها، فيما سقط الباقي داخل الأراضي السورية.


المحلل في موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، آفي ايسخاروف، يقول في هذا الشأن، إن ” إسرائيل وجهت رسائل عبر الضربة إلى إيران مفادها لا تقتربوا من حدودنا الشمالية،  ولذلك تتحرك على كافة الصعد، بما فيها العسكرية؛ لمنع ذلك”.


ويضيف: “إيران ليست تنظيمًا صغيرًا، وهي تقول صراحة إنها تريد تدمير إسرائيل”.


ويشير إلى أن إيران “دولة تمتلك مع منظمة حزب الله (اللبنانية/حليفة إيران)، مئات آلاف الصواريخ القادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي”.


ومن وجهة نظر ايسخاروف، فإن إيران تستغل حقيقة دفاعها عن النظام السوري، في تعزيز مواقعها العسكرية هناك، بهدف الاقتراب من الحدود الإسرائيلية.


ويرى أنه إذا “لم تتحرك إسرائيل الآن، فإن تعزيز التواجد الإيراني في سوريا سينتهي إلى حرب شاملة”، قائلا إن “تل أبيب تعتقد أن تعجيل هذا التحرك سيكون أفضل”.


ويستند المحلل إلى تقديرات إسرائيلية بوجود ما بين 20-25 ألف مقاتل شيعي على الحدود الشمالية لإسرائيل؛ بما ذلك 8 آلاف عنصر لدى حزب الله في لبنان وسوريا، واصفًا العدد بـ”الهائل”.


وكانت العديد من التقارير تحدثت في الأشهر الماضية، عن هجمات نفذتها إسرائيل ضد أهداف لحزب الله وإيران في سوريا، لكن تل أبيب لم تعترف بها جميعًا.


وإزاء قوة الضربة الإسرائيلية، وشعور إيران بإخفاقها في إلحاق خسائر بالأهداف الإسرائيلية، فإن إسرائيل باتت تخشى من إمكانية تحريك حزب الله أو تنفيذ عمليات ضد اليهود في الخارج.


ويتوقع ايسخاروف أن “فشل إيران في تحقيق أهدافها من قصف الجولان وشعورها بأن وجودها في سوريا مكشوف، قد يدفعها لمحاولة توريط حزب الله بهجمات في إسرائيل، أو عمليات ضد أهداف يهودية حول العالم”.


ويستنتج من الضربة الإسرائيلية الأخيرة في سوريا أن “تل أبيب لديها معلومات استخبارية حول الوجود الإيراني، “إذ يبدو ذلك جليًا”، حسب قوله.


وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال الجمعة الماضية، إن “إيران تجاوزت خطًا أحمر وردنا كان مناسبًا.. بفضل الاستعدادات المناسبة التي قامت بها قواتنا فشلت العملية الإيرانية، ولم يسقط أي صاروخ داخل أراضينا”.


وفي هذا الصدد كتب رون بن إيشاي، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ، قبل يومين، أن “سياسة الخط الأحمر الإسرائيلية، تنص على أن أي هجوم على سيادتها سيقابل برد فوري”.


وأشار الكاتب إلى أنه “سيتم استهداف أي نقل إيراني لأسلحة عالية التقنية يعرض السكان الإسرائيليين للخطر..  ولن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة غير التقليدية -النووية أو الكيميائية أو البيولوجية- ضد إسرائيل”.


ولفت إلى “خط أحمر إسرائيلي آخر تم عبوره” مساء الأربعاء، عبر استهداف مضادات الطائرات السورية سلاح الجو الإسرائيلي أثناء مهاجمته أهدافًا إيرانية.


والهدف من الضربة الإسرائيلية الأخيرة، كما يقول بن إيشاي، تمثل أيضًا في الإشارة إلى الرئيسين السوري بشار الأسد، والروسي فلاديمير بوتين، بأن استمرار الوجود العسكري الإيراني سيضر بمصالحهم الحيوية (سوريا وروسيا)”.


وأوضح أن “المناوشات المستمرة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية ستدمر الجهود الرامية إلى إنهاء فترة طويلة من الحرب الأهلية السورية الدموية، وستزيد من تأخير سيطرة الأسد، وإعادة بناء البلاد”.


من جهة ثانية، أشار الكاتب الإسرائيلي، اوفري إيلاني، خلال مقال في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إلى 3 دوافع “قد تقف خلف الهجوم الإسرائيلي على المواقع الإيرانية”.


وكتب إيلاني: “ثمة من ينسب المسؤولية لإيران، معتبرًا أنها تواصل العمل سرًا في مشروعها النووي، أو على الأقل تحويل سوريا إلى موقعها الأمامي، والنية النهائية وراء ذلك تتمثل في القضاء على إسرائيل”.


وربط الدافع الثاني في محاولة نتنياهو استغلال الأمر لصرف الانتباه عن التحقيقات الجنائية الجارية ضده.


وطرح إيلاني تفسيرًا ثالثًا يتعلق بأن “إسرائيل أصبحت قوية جدًا، وفي هذه الحالة تشعر بأنها مستعدة لمواجهة خصم جدير كقوة إقليمية”.

المصدر: متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS