ضحايا مسكنات الآلام تضاعفت 3 مرات خلال 20 عاما في أمريكا

تاريخ النشر : 2018-02-12 14:54:41 أخر تحديث : 2024-04-15 01:24:31

ضحايا مسكنات الآلام تضاعفت 3 مرات خلال 20 عاما في أمريكا

بغداد/ روافد نيوز/ ذكر تحقيق أمريكي أن عدد الوفيات الناجمة عن المسكنات الطبية في الولايات المتحدة تضاعف ثلاث مرات في السنوات العشرين الماضية، في حين أن الجرعة الزائدة من الأدوية هي الآن السبب الرئيس للوفيات المُفاجِئة في الولايات المتحدة.

وذكرت الكاتبة إيلا جيمسون في مقال نشره مركز "كاتيخون" أن هذه الوفيات ليست بسبب الفقر أو العصابات الإجرامية، بل هي نتيجة للنظام الصحي المختل في بلدنا. وهذا المرض بالتحديد جديد في الولايات المتحدة.


وأضافت الكاتبة "اتُخذت جميع المواد الأفيونية تقريباً كمواد رائجة تؤخذ بوصفة شرعية من طبيب شرعي. لا يتم الحصول عليها من الانترنت أو من الصيدليات أو حتى بطريقة إجرامية، بل يتم الحصول عليها من الأصدقاء والعائلة، الذين يملكونها بطريقة قانونية، وذلك بسبب ثقافة جعل استخدام المسكنات القوية أمراً طبيعياً إلى حد جعل 10.43% من الأشخاص بين 18-25 عاماً يستخدمون مسكنات الآلام بوصفة طبية".


وتسائلت الكاتبة "، كيف يمكن للأطفال الوصول إلى هذه الأدوية المخدرة بسهولة؟.


واعتبرت أن الأطفال يحصلون على هكذا مسكنات فقط من طريقة واحدة هي من خلال خزانة الأدوية الخاصة بوالدتهم. يبدأ الأمر بوصفة طبية شرعية، وعندما يزول الألم، تقرر الأم أنه من الضروري الاحتفاظ بكمية منها.


وتابعت الكاتبة "الحقيقة أن الأطباء يفرطون في وصفاتهم. فارتفع عدد وصفات الأدوية شبه الأفيونية من حوالي 76 مليون وصفة في عام 1991 إلى ما يقارب 207 مليون في عام 2013. والولايات المتحدة هي أكبر مستهلك على الصعيد العالمي، وهو ما يمثل 100% من إجمالي استخدام الهيدروكودون، و81% من إجمالي استخدام أوكسيكودون. 


وأشارت إلى أنه "ليس كل الأطباء على خطأ، وعادةً ما يقتصر الأمر على نسبة معينة منهم. وهناك تركيز كبير على الأطباء الذين يفرطون في وصفاتهم الطبية ويعملون وحدهم دون استشارة زملائهم. والإفراط في وصف الأدوية هو أمر مسموح به من قبل النظام الصحي غير المنظم".


وأردفت الكاتبة "لدينا نظام طبي يعتبر الرعاية الصحية كعمل تجاري. فعندما أذهب إلى الطبيب أذهب كمريض، ولكن أيضاً كزبون، والزبون هو دائماً على حق. وإذا كان الطبيب لا يعطيني ما أريد ربما سأذهب لغيره. وحتى بدون وعي قد يطغى الاهتمام المالي على الاهتمام الطبي".


وأكدت أن الأطباء يتعرضون لضغط المزودين بالأدوية. فشركات الأدوية تعمل في بيع الأدوية من خلال الأطباء وتضغط عليهم للتزويد بأدوية معينة، والتي يقومون بالإعلان عنها بشكل مباشر للمستهلكين.


فعندما خففت إدارة الأغذية والعقاقير القوانين التي تتطلب وضع قائمة كاملة بالآثار الجانبية للأدوية التي يتم الإعلان عنها للمستهلك في عام 1985، بدأت الوصفات الطبية بالارتفاع، بالإضافة إلى ازدياد حالات الوفاة المفاجئة الناجمة عن الأدوية، إذ تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 1990. وفي عام 2013 كان هناك 43982 حالة وفاة من جرعة مفرطة من المخدرات في أمريكا، و51.8% من هذه الحالات نتجت عن المستحضرات الصيدلانية.


من خلال السماح لنظام الرعاية الصحية أن يعامل الطب كتجارة، ويسمح بالإعلان المباشر للمستهلك، لن يجعل هذا فقط بعض الأدوية متاحة بل سيجعل استخدامها أمراً طبيعياً. 


وبطبيعة الحال، لا يحدث هذا في أمريكا فقط بل في جميع أنحاء العالم./انتهى

المصدر: بغداد

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS