ما تريده وما ترفضه واشنطن من سيناريوهات التصعيد في لبنان

ما تريده وما ترفضه واشنطن من سيناريوهات التصعيد في لبنان

طارق الشامي - تاريخ النشر : 2024-10-07 18:43:36

بدت إسرائيل خلال الهجمات المتتالية الأخيرة عبر تفجير أجهزة الراديو المحمولة، وأجهزة النداء التي يستخدمها أعضاء "حزب الله" في جميع أنحاء البلاد الأسبوع الماضي، ثم بالغارات الجوية، أنها تسعى إلى التصعيد من خلال إجبار الحزب على اختيار أحد خيارين.



فما هما؟



بعدما فشلت الجهود الدبلوماسية الأميركية والفرنسية في تقديم حل طويل الأجل للصراع على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، يعتقد الأميركيون أن إسرائيل دفعت "حزب الله" إلى زاوية خطرة من شأنها أن تزيد المخاوف من اندلاع حرب شاملة لا تعتقد واشنطن أنها في مصلحة الطرفين، ولن تساعد إسرائيل في إعادة مواطنيها إلى منازلهم في شمال إسرائيل.



فما السيناريوهات التي تتوقعها الولايات المتحدة؟ وما الدور الذي يمكن أن تضطلع به؟



آخر ما تريده واشنطن



ربما كان التصعيد الخطر بين إسرائيل و"حزب الله" الذي يحمل نذر حرب واسعة النطاق هو آخر ما تتمناه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي كانت تعد أنها نجحت في الحيلولة دون الوصول إلى هذه النقطة منذ انطلاق الرد الانتقامي الإسرائيلي على هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومن المحتمل أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار أفضل وقت يناسبه لإطلاق شرارة هذه الحرب، حين تكون إدارة بايدن "بطة عرجاء" بمعنى الكلمة، مثلما هي الآن، وغير قادرة على مقاومة الرغبة الإسرائيلية في نقل المعركة إلى "حزب الله" قبل ستة أسابيع فقط من موعد الانتخابات العامة الأميركية.



ولعل ما صرح به مسؤول أميركي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة من أن الولايات المتحدة لا تدعم التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" عبر الحدود، وأنها ستناقش أفكاراً ملموسة مع الحلفاء لمنع اتساع الحرب، هو أوثق دليل على عدم رغبة إدارة بايدن في ازدياد حالة التوتر الإقليمي سوءاً بما يصب في مصلحة المنافس الجمهوري دونالد ترمب الذي لا يكف عن المباهاة بأنه أسهم في خلق السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب بينما أسهمت سياسة إدارة بايدن – كامالا هاريس في إشعال المنطقة.



خياران كلاهما مر



وبدت إسرائيل خلال الهجمات المتتالية الأخيرة عبر تفجير أجهزة الراديو المحمولة، وأجهزة النداء التي يستخدمها أعضاء "حزب الله" في جميع أنحاء البلاد الأسبوع الماضي، ثم بالغارات الجوية، أنها تسعى إلى التصعيد من خلال إجبار الحزب على اختيار أحد خيارين: إما التراجع عن شن هجمات على شمال إسرائيل والقبول بالانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني أو أخذ الطعم والانتقام، وهو ما يقول نيكولاس بلانفورد، المتخصص في برامج الشرق الأوسط بـ"المجلس الأطلسي" في واشنطن إن خيار الانتقام هو الأكثر ترجيحاً من قبل الحزب.



وبينما يستبعد المحاضر الأول في العلاقات الدولية بجامعة "بريستول" فيليبو ديونيجي أن يحقق المسار الدبلوماسي الأميركي نتائج ما لم يتفق الطرفان على حل وسط يسمح بوقف إطلاق النار، مثل انسحاب "حزب الله" من جنوب لبنان وإسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة، ويجر قوى إقليمية أخرى إلى حرب لا يوجد طريق سهل للعودة منها، وهو ما يحذر منه أيضاً أستاذ التاريخ الحديث للشرق الأوسط، يوجين روغان، الذي يعتقد أنه في ظل هذه الظروف يبدو أن المنطقة على وشك اندلاع حرب شاملة.



رهان إسرائيلي



ويبدو أن رهان المسؤولين الإسرائيليين هو أن يؤدي تصعيد هجماتهم على مدى الأسبوع الماضي، الذي شمل ضرب أدوات الاتصالات الخاصة بـ"حزب الله"، وقتل عديد من القادة الرئيسين، إضافة إلى المدنيين اللبنانيين، إلى زعزعة استقرار الحزب وإقناعه بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، وإذا زادوا من الكلفة التي يتحملها الحزب فسيكون من الأسهل على الدبلوماسيين الأجانب والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، حمل قادة الحزب على التراجع.



لكن ما حدث هو العكس، فعلى رغم الهجمات التصعيدية المستمرة منذ أيام من جانب إسرائيل، تعهد "حزب الله" بعدم الرضوخ للضغوط، وقال زعماء الجماعة إنهم سيواصلون هجماتهم إلى أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، وأطلق الحزب عشرات الصواريخ على أهداف على بعد نحو 30 ميلاً (نحو 48.2802 كيلومتر)، داخل إسرائيل، وهي أعمق ضرباته منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، بل إن الأمين العام للحزب حسن نصرالله تحدى إسرائيل بغزو جنوب لبنان.

المصدر: طارق الشامي صحافي متخصص في الشؤون الأميركية والعربية

مقالات ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS