اليوم العالمي لإلتهاب الكبد: خطر يحتاج إلى جهود دولية لمكافحته

اليوم العالمي لإلتهاب الكبد: خطر يحتاج إلى جهود دولية لمكافحته

عادل - تاريخ النشر : 2017-07-28 07:07:32

بغداد/ روافد/ عادل فاخر/ فيما ينتشر مرض إلتهاب الكبد الفيروسي بين المدنيين في عدد من مناطق العراق، غالبيتها بسبب تلوث مياه الشرب، قالت منظمة الصحة العالمية أن مايقارب (325) مليون شخص متعايش مع عدوى المرض حول العالم.


ويوافق اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي (بالإنجليزية: World Hepatitis Day) يوم (28/ تموز/ يوليو) من كل عام، والذي يهدف إلى زيادة ورفع التوعية بالتهاب الكبد الوبائي باء وإلتهاب الكبد الوبائي سي، بالإضافة إلى تشجيع ودعم عمليات الوقاية، التشخيص والعلاج.


ويرى أستاذ الطب الباطني في الجامعة المستنصرية الدكتور رافد علاء الخزاعي إن التهاب الكبد الوبائية هو أحد الامراض الخطيرة، وله العديد من الأنواع، غالبيتها بسبب تلوث المياه أو الأدمان على الكحول، وهناك عدة أنواع من مرض الكبد، يمر بعضها دون مشاكل خطيرة، أما بعضها الاخر فيكون طويل الأمد ( مزمن) قد تسبب تليف في الكبد وفقدان وظائفه.

وعن أعراض أمراض الكبد الوبائي قال الخزاعي لـ(روافد) أن"جملة مضاعفات تظهر على المصاب، أهمها وجود الآم في العضلات والمفاصل، وإرتفاع في درجة الحرارة (حمى) قد تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى، فضلا عن فقدان الشهية والإحساس والشعور بالمرض والتعب غير المعتاد في كل وقت، وفي بعض الأحيان تظهر حكة في الجلد، وإصفرار العينين أو مايعرف باليرقان.

وأوضح الحزاعي أن من بين أنواع الإصابات بالتهاب الكبد (A) ويحدث هذا الالتهاب نتيجة فيروس الكبد، اذ أنه ينتقل عادة عن طريق إستهلاك الطعام والشراب الملوث، وهو أكثر شيوعا وانتشارا في البلدان الفقيرة، وهذا النوع لايوجد له علاج محدد عدا المسكنات التي توصف لتخفيف الأعراض مثل الألم والحكة والغثيان مثل( Paracetamol أو Ibuprofen)، أما نوع (B)، والذي ينتشر في الدم عند الشخص المصاب، وعادة ما ينتشر من الأمهات الحوامل الى أطفالهن، في حالات نادرة يمكن ان ينتقل عن طريق ممارسة الجنس دون وقاية أو عن طريق الحقن، ويوصى بالتطعيم ضد التهاب الكبد (B)، للأشخاص في المجموعات المعرضة للخطر، العاملين في مجال الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن.

الخزاعي أشار إلى أن نوع (C)، وهو النوع الأكثر شيوعا حيث ينتقل عن طريق إتصال الدم بدم الشخص المصاب وأيضا عن طريق تبادل الإبر المستخدمة لحقن المخدرات والممارسات الصحية السيئة والحقن الطبية غير الآمنة، وعادة لايسبب أية أعراض ملحوظة أو أعراضه تكون شبيهة بأعراض الأنفلونزا لذلك كثير من الأشخاص لا يدركون أنهم مصابين به، حوالي شخص واحد من كل أربعة أشخاص يقوم بمحاربة الفيروس ويشفى من العدوى، أما في الحالات المتبقية قد تبقى في الجسم لسنوات عديدة لذلك عرف بإسم التهاب الكبد الوبائي المزمن، اما نوع (D)، فأنه يؤثر فقط على الأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد( (B ليكون قادرا على البقاء على قيد الحياة في الجسم، بالعادة ينتشر عن طريق yتصال الدم بالدم أو عن طريق الاتصال الجنسي، كما لايوجد لقاح محدد لفيروس التهاب الكبد (C) ولكن لقاح فيروس التهاب الكبد (B)، يمكن أن يساعدك في الوقاية من الإصابة به.

ولفت الخزاعي إلى أن نوع (E)، ينتج بسبب تناول طعام او شراب ملوث، ولكن بالعموم هذا النوع من التهاب الكبد تكون عدوى خفيفة وقصيرة الأجل لا تتطلب أي علاج، لكنها قد تصبح مزمنة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو الأشخاص الذين قاموا بزراعة الأعضاء.

وبين الخزاعي وبشكل عام يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد بجميع أنواعه عن طريق الممارسات الصحية الصحيحة وذلك بالابتعاد عن الأطعمة الملوثة والمكشوفة والأطعمة مجهولة المصدر، وأيضا الابتعاد عن تعاطي المخدرات خصوصا التي تؤخذ عن طريق الحقن، كما أنه يجب على العاملين في القطاعات الصحية والأشخاص الذين يسافرون الى البلدان الفقيرة أخذ اللقاحات اللازمة.


كتاب جديد عن الأنماط الجينية لفيروس التهاب الكبد


وبحسب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية فإن كتابا صدر للتدريسي في كلية علوم البنات بجامعة بابل الدكتور غانم عبود جابر، عن الأنماط الجينية لفيروس التهاب الكبد وأعراضه.

وتضمن الكتاب, تسعة فصول ناقش خلالها, مقدمة تاريخية عن التهاب الكبد واكتشافه وتصنيفه, والتركيب الشكلي والخواص الفيزيائية الكيمائية له, فضلا عن التطرق للتركيب الجيني للفيروس وأهم البروتينات التركيبية وغير التركيبية المتعلقة به.

كما وتناول الكتاب، أهم أمراض الإصابة الفيروسية ومدة حضانة المرض ووسيلة الإنتقال, وطرق التشخيص المختبري له، وتحديد الأنماط المناعية وسبل دراستها، فضلا عن بحث طرق انتشار الفيروس في المناطق الجغرافية وأهم أنماطه الجينية.

إنتشار ضئيل


وتشهد ناحية البغدادي غربي مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، انتشار مرض التهاب الكبد الفايروسي بين المدنيين في الناحية بسبب الاهمال الصحي.

وبحسب عضو مجلس الناحية عبد الجبار العبيدي، فإن "الناحية سجلت عشرات الحالات من الاصابة بمرض التهاب الكبد الفايروسي الذي شهد انتشارا كبيرا في الناحية القريبة من قضائي هيت وحديثة غرب الانبار".
وطالب العبيدي وزارة الصحة بضروة إرسال فرق طبية لغرض معالجة المرضى خوفا من انتشاره بشكل أوسع بين الأهالي.


إرقام وإحصائيات مخيفة


وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن هناك ما يقرب من 325 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد المزمنة حول العالم، مات منهم 1.34 مليوناً في 2015.

جاء ذلك في بيان للمنظمة، في (27/ تموز/ 2017)، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي تحتفل به المنظمة في الثامن والعشرين من تموز يوليو من كل عام.

وأوضحت المنظمة أن إقليم شرق المتوسط هو أحد أكثر الأقاليم تضرراً بالتهاب الكبد الفيروسي في العالم.

وتشير تقديرات المنظمة إلى أنه يوجد بإقليم شرق المتوسط في الوقت الحالي أكثر من 15 مليون مصاب بالتهاب الكبد "سي" المزمن، و21 مليون مصاب بالتهاب الكبد "بي".

وأكدت أن كثيراً من الأشخاص في إقليمنا لا يزالون يكتسبون العدوى بالتهاب الكبد في مواقع الرعاية الصحية، من خلال عمليات الحقن غير المأمونة أو نقل الدم إليهم دون إجراء الفحوص والاختبارات اللازمة للتأكُّد من سلامته.

واعتمدت الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، عام 2014، قراراً شاملاً بشأن التهاب الكبد، حثَّ البلدان على أن تقوم بوضع وتنفيذ استراتيجيات وطنية متعددة القطاعات ومُنسَّقة بشأن توقِّي التهاب الكبد الفيروسي وتشخيصه وعلاج مرضاه.

وبموازاة ذلك، أعدت المنظمة الإستراتيجية العالمية لقطاع الصحة بشأن التهاب الكبد الفيروسي، وهي أول إستراتيجية عالمية من نوعها في هذا الشأن.

وتستند هذه الاستراتيجية إلى الالتزام العالمي ببلوغ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، كما تبين الاستراتيجية الرؤية التي تتبناها الأطراف صاحبة المصلحة عالمياً والدول الأعضاء من أجل القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030.

وعلى الصعيد الإقليمي، أعطت المنظمة أولوية خاصة للوقاية من التهاب الكبد "بي" و "سي"، وتشخيص الإصابة به وعلاج مرضاه.

كما وضع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط خطة العمل الإقليمية للاستجابة لالتهاب الكبد حتى تسترشد بها الدول الأعضاء في الإقليم في تنفيذ الإستراتيجية العالمية لقطاع الصحة بشأن التهاب الكبد الفيروسي، وقد اعتمدت الدول الأعضاء بالإقليم خطة العمل هذه.

عقارا جديدا لعلاج نوع (C)

ووافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على جيل جديد من عقارات علاج التهاب الكبد الوبائي (C)، يعد بزيادة فرص العلاج وفي فترة زمنية أقصر.
والعقار الجديد الذي يعرف بـ (Victrelis) الذي تنتجه شركة ((Merck أثبت قدرته على علاج أكثر من 60% من المرضى في دراسة علاجية إستخدم فيها العقار الجديد مع العقارات الحالية التي لا تعطي أكثر من 20 إلى 40% نسبة شفاء من المرض لو تناولها المريض وحدها.

خطة دولية للقضاء على التهاب الكبد

في هذا الصدد قالت منظمة الصحة العالمية إن على الدول العمل معا للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي، المرض الذي يقتل من المرضى أعدادا تساوي عدد الذين يتوفون جراء الإصابة بالإيدز والدرن.

وكشف تقرير جديدعن وجود لقاحات ضد التهاب الكبد ولكنها لم تصل بعد إلى جميع من يحتاجها، ويرجع ذلك إلى أنه لا يتم التعرف على العدوى بالفيروس في كل الحالات، حيث تم تشخيص 9 بالمئة فقط من حالات فيروس (B) وعشرين بالمئة من حالات فيروس (C)، عام 2015، ونتيجة لذلك، فإن الملايين من الأشخاص عرضة لتدهور حالتهم إلى أمراض الكبد المزمنة والسرطان والوفاة.

مقالات ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS